القائمة الرئيسية

الصفحات

وفاة الرئيس هواري بومدين: لغز المرض الغامض والاتهامات بالاغتيال

 وفاة الرئيس هواري بومدين: لغز المرض الغامض والاتهامات بالاغتيال

                                                                         










توفي الرئيس الجزائري هواري بومدين في 27 ديسمبر 1978 عن عمر ناهز 46 عامًا، في ظروف غامضة أثارت الكثير من التساؤلات والاتهامات. كانت وفاته مفاجئة، خاصة أنه كان في عز شبابه وقمة مجده السياسي. دارت حول وفاته العديد من الشائعات، حيث شبه البعض طريقة وفاته بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي يُعتقد أنه تسمم. فهل اغتيل هواري بومدين؟ ومن المستفيد من وفاته؟

نشأة هواري بومدين:

ولد هواري بومدين، واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة، في 23 أغسطس 1932 في قرية بني عدي بالقرب من مدينة قالمة بالجزائر. نشأ في عائلة ريفية متواضعة، واهتم خلال فترة رئاسته (1965-1978) بإصلاح العديد من المجالات في الجزائر، بما في ذلك الزراعة والصناعة والثقافة. كما كان التعريب جزءًا أساسيًا من برنامجه السياسي، حيث اشترط معرفة اللغة العربية لتوظيف أي مواطن في الإدارة الجزائرية.

إنجازات بومدين:

في عهد بومدين، لعبت الجزائر دورًا مهمًا على المستوى الإقليمي والدولي. كان أحد رموز حركة عدم الانحياز، وقام بتأميم قطاع البترول الجزائري، مما حرره من سيطرة الشركات الفرنسية. كما اهتم بالقضية الفلسطينية، وفتح أول مكتب للسلطة الفلسطينية في الجزائر عام 1965. بالإضافة إلى ذلك، دعم مصر وسوريا في صراعهما مع إسرائيل، ووضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية خلال حرب أكتوبر 1973.

المرض الغامض:

بدأت قصة مرض بومدين الغامض أثناء عودته من مؤتمر قمة في دمشق عام 1978. بعد تناوله وجبة غداء في الطائرة، شعر بتعب شديد وفقدان السيطرة على جسده، واشتد عليه الصداع والمغص. عند وصوله إلى الجزائر، ساءت حالته الصحية، واختفي عن الأنظار لفترة. أُعلن لاحقًا أنه يعاني من سرطان المثانة، وتم إرساله إلى الاتحاد السوفيتي للعلاج. ومع ذلك، نفى الأطباء السوفييت وجود أي أثر للسرطان، مما أثار المزيد من الشكوك حول طبيعة مرضه.

الاتهامات بالاغتيال:

انتشرت العديد من الشائعات حول وفاة بومدين، حيث اتهم البعض جهات خارجية وداخلية بالتورط في اغتياله. من بين هذه الاتهامات:




  1. فرنسا: بسبب تأميم بومدين لقطاع البترول وتحريره من الشركات الفرنسية، بالإضافة إلى معارضته للمؤتمرات الدولية التي دعت إليها فرنسا بعد حرب أكتوبر.




  1. إسرائيل: بسبب دعمه غير المحدود للقضية الفلسطينية ووقوفه إلى جانب مصر وسوريا في صراعهما مع إسرائيل.

  2. صدام حسين: اتهم وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس الرئيس العراقي صدام حسين بالتورط في تسميم بومدين، خاصة بعد فشل محاولات بومدين لتشكيل جبهة عربية موحدة ضد إسرائيل.

  3. المغرب: بسبب الخلافات بين بومدين والملك الحسن الثاني حول قضية الصحراء والصراع على الزعامة في المنطقة المغاربية.

الأعراض الغريبة:

وصف الأطباء الذين عالجوا بومدين أعراضًا غريبة لمرضه، بما في ذلك تساقط الشعر، وتكسر العظام، وضمور الجسم بشكل سريع. هذه الأعراض تشبه تلك التي تظهر لدى الأشخاص الذين يتعرضون للتسمم بسم الثاليوم، وهو سم قاتل لا يستجيب للعلاج. وقد تم تشخيص حالات مماثلة في العراق، مما أثار الشكوك حول احتمال تسميم بومدين.

الخلاصة:








رغم مرور أكثر من أربعة عقود على وفاة هواري بومدين، لا تزال ظروف وفاته غامضة. بينما يرى البعض أن وفاته كانت طبيعية بسبب الإرهاق والأمراض التي عانى منها، يرى آخرون أنها كانت نتيجة مؤامرة دبرها أعداؤه السياسيون. بقي بومدين رمزًا للكفاح والاستقلال في الجزائر والعالم العربي، ولا تزال إنجازاته ووفاته الغامضة موضوعًا للنقاش والتحليل.


صفحة HTX Earnings: الربح من الإنترنت المجاني





author-img
مرحبًا بك في مدونة www.htx1277.com، حيث نأخذك في رحلة معرفية مليئة بالأفكار، التحليلات، والتجارب المفيدة. نؤمن أن الكلمة الموجّهة بإخلاص يمكن أن تُحدث فرقًا، وهنا نحرص على تقديم محتوى عربي راقٍ يجمع بين الفائدة والأسلوب المبسّط. تابعنا، وكن جزءًا من مجتمع يبحث عن التعلّم والتطوّر المستمر.

تعليقات